الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

تكفيريو المؤتمر الوطني  ... أبو معاذ بن الطاهر نموذجاً 2-3



أ.أيمن بابكر
dr.ayman066@gmail.com


القارئ الكريم .. هذا هو الجزء الثاني من الرد على ماكتبه أبومعاذ بن الطاهر تحت عنوان (ماهكذا تورد الإبل يامستشار أيمن بابكر) وهو المقال المنشور في منتدى النيلين في وقت سابق، والشيخ أبومعاذ هو أحد مؤسسي تيار التكفير (جماعات المسلمين) في السودان ويعتبر صاحب أشد الأحكام والأوصاف قسوة علي التكفير, فقد وصف الشيخ على المهندس بأنه دجال ومرتزق، يعمل لصالح جهاز الأمن والمخابرات الوطني، ووصف زميله ورفيق دربه في الدعوة (إسماعيل جمال الدين) بأنه عميل بالموساد الإسرائيلي (دفعة واحدة) وتحدى بأنه يملك الأدلة على ذلك، ووصف النيل والجديد (ناشطان تكفيريان) بأنهم يؤدون دوراً مشبوهاً بسبب جهلهم وغبائهم، وهذا يعني أن مؤسس تيار التكفير قد أشعل النار على داره  وصنعته ووقف فوق الرماد والحطام يعرض ويبشر  ..

عموماً هذا هو ردي  على ما جاء في مقاله, قال الشيخ : (أولاً :لقد ذكرت أنني تعرضت لحادث حركة بالخرطوم ، لا أدري من أين لك هذه المعلومة الخاطئة)
أقول : حقيقة لقد حصل لبس وخلط فالذي تعرض لحادث حركة هو إبنك الذي فقد حياته نتيجة ذلك وتزامن الحادث مع دخولك المستشفي لإجراء عملية بروستاتا فلك المعذرة على هذا الخلط الذي جعلك تتعرض للحادث وتدخل المستشفى.
أما قول الشيخ أبو معاذ (أبو شبهتنا بأحزاب الفكة التي تدور في فلك المؤتمر الوطني .... فشبهتنا بهؤلاء المنتفعين من أحزاب الفكة التي تدور حول المؤتمر الوطني من أجل الفتات ، ولقد بينت رأينا بكل وضوح من غير خوف أو طمع ، لا نخاف من أحد ولا نطمع في رضا أحد ، فلماذا إذن ندور في فلكه ؟ وأكدت ذلك ببيتين من الشعر
لا نطلب الدنيا ولا نسعى لها
الله مقصدنا ونعم المقصد
ليست المناصب همنا ومرادنا
كلا ولا ثوب الخديعة نرتدي
فإذا كان هذا حالنا فلماذا ندور في فلكه ؟) أهــــــــ
أقول : نعم هناك حقيقة ثابتة وبينة وهي أن أحزاب الفكة التي تدور في فلك المؤتمر الوطني كثيرة ومتباينة (يمنيون ويساريون) ولكن يجمع بينهم عدم عداء المؤتمر الوطني والعمل على تبرير أخطائه وتسويق مشروعاته والزود عنه ورفعه الى درجة ( خير من حكم السودان وخير من سيحكمه) نعم .. إن جميع أحزاب الفكة يجمع بينها العداء  الصارخ لمخالفي المؤتمر الوطني  سواء كان هولاء يعارضون المؤتمر الوطني من ناحية سياسية أو عسكرية فهم عملاء وخونة ومجرمون وهذا كله منطبق عليك أما قولك أنك قد أكدت  لي خلافك مع المؤتمر الوطني  ببيتين من الشعر فأقول لك قد سمعنا كثيراً من ألشعر من المؤتمر الوطني مثل :
هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه
والنتيجة كانت معروفة مجرد ذر للرماد في العيون حتى يستغفلوا الضحايا بأسم الدين.
واما قولك عن المؤتمر الوطني (لو حكم بالشريعة الإسلامية لا يسعنا الخروج عنه ولا تكفيره)أهـ أقول هون عليك يا شيخ متي خرجتم اصلا علي المؤتمر الوطني وانما انتم من القاعدين الذين اكتفوا بالجهاد بالكلمة ضد المعارضة.
واما قولك دفاعا عن المؤتمر الوطني (وأنا أعلم جيداً أن عدم تطبيقهم للشريعة يعتبرونه تكتيكاً مرحلياً ، وليست أهدافاً نهائية ، ولهم مبرراتهم التي يسوقونها ونحن لا نوافقهم عليها)أهـ أولا ايها الشيخ انا لا أوافقك ان ما يكتبه المؤتمر الوطني الان هو شريعة الله سبحانه وتعالي وانما هو اجتزاء لأحكام يتخيرونها وفق هواهم ومزاجهم ويمكن ان يتجاوزوا ما اختاروه متي ما لاحت لهم فرصة غنيمة بدليل ما يفعلونه في قضية الربا الذي يحلونه عاما ويحرمونه عاما وعليه ايها الشيخ هذه لا تعتبر شريعة خذ قوله تعالي: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ۗ) فالله عز وجل يخاطبهم بأهل الكتاب ويقول لهم لستم علي شئ ما لم يقيموا التوراة كله ونحن نقول ان ما يسميه المؤتمر الوطني بالشريعة ليس بشئ.
أما قولك يا شيخ أبو معاذ (أما أنتم فترفضونها ألبت أي الشريعة ، وتعتبرونها تخلفاً ورجعيةً ، وكذلك رصفاؤكم من الأحزاب العلمانية الأخرى ، منهم من اعتبرها لا تساوي المداد الذي تكتب به ، ومنهم من يرى أنها تحرجهم في المحافل الدولية ، وأنتم سميتموها قانون سبتمبر علماً بأن النميري لم يطبق منها إلا القانون الجنائي ، الذي هو حكم الله ، هذا حالكم ، وحال من كان قبلكم ليس بأفضل منكم)أهـ أقول لك يا شيخ انا لا اعرف من تقصد بقولك "انتم" لأني لا أكتب إلا بإسمي وليس لي أي موقف ضد الشريعة أو ضد الإسلام ومن أكون اصلاً حتي اقف ضد مُراد الله واحكامه انا فقط ضد المتسلطين بإسم الدين والكذّابين والدجالين الذين يضحكون علي الناس بإسم الدين, ولكن يا شيخ وصفك للقانون الجنائي في زمن النميري بأنه حكم الله أعتبره تصريح وافادة جديدة, معني ذلك ان النميري كان يحكم بما انزل الله وبالتالي هو مسلم, انا لا اراجعك في احكامك للآخرين ولكن ما كنت اظن انك ستصف حكم النميري بأنه حكم الله!!!
أما قولك في تفضيل المؤتمر الوطني (ولكن هذا لا يلزم منه أن أساوي بينه وبين الحزب الشيوعي ، فكيف أساوي بين من يقول : لا إله إلا الله ، وبين من يقول : لا إله والحياة مادة ؟ سبحان الله هذا بهتان عظيم ، ثم إن هذا المؤتمر بما هو عليه من إعلان للإسلام وإيمان به وإن كان ادعاءً بنظرك ونظري ، ولكن يرجى منه أن يثوب إلى الإسلام ، ويعود إليه من الباب الذي خرج منه وهو عدم تطبيقه لشرع الله)أهـ كنت اظنك مخالف للمرجئة وهم خصوم تيار التكفير الذين يعتمدون قول لا اله الا الله اما التكفيريون جميعا فإنهم لا يعتبرون مجرد قول لا اله الا الله وانما لهم شروط وضوابط ومعاني لـ لا اله الا الله مبينة في كتبهم ومنشوراتهم وهم عموما لا يعتبرون مجرد قول لا اله الا الله حجة لقائلها وانت هنا تخالف جمهور التكفيريون في اصولهم انت حر وشكرا علي بيان معتقدك في هذه الجزئية.
أما قولك بأن المؤتمر الوطني يرجي منه ان يعود للإسلام من باب الحاكمية فهذا يعني انك تعتبر اعضاء المؤتمر الوطني مسلمون وانما طرأ عليهم الكفر بعدم تطبيقهم للشريعة حسناً المؤتمر الوطني كشكول اخذ من كل احزاب السودان من الختمية والانصار والشيوعية والقوميون العرب وانصار السنة جمع كل هؤلاء في وعاء واحد وها انت هنا تقول ان سبب كفر هؤلاء هو عدم تطبيق الشريعة الإسلامية وهذا يفيد ان الانصار (حزب الامة) وانصار السنة والختمية وسائر المكونات التي اخذ منها المؤتمر الوطني افراده هي مسلمة لأنك حصرت كفر المؤتمر الوطني في عدم تطبيق الشريعة وهؤلاء المساكين ليسوا بطرف في الحكومة شكرا علي التصريح والإفادة يا شيخ!
واما قول الشيخ (معلوم أن كل الناس الذين يرفضون حكم الإسلاميين ، لا يرفضونه لرأي فيهم ، إنما كراهية أن يُحكموا بالإسلام ، كراهة فيه)أهـ أقول ليس هكذا يا شيخ هل اتاك نبأ دعاة الشريعة وتيار السلفية الجهادية بل وحتي حزب الامة متمثلا في طائفة الأنصار وجمهور الختمية كل هؤلاء عندما يعترضون علي حكم المؤتمر الوطني يلوحون ببدائل اسلامية وفق تصوراتهم أي كان موقفك منها إلا انها تتخذ من الدين مرجع وسند وعليه أقول أن قولك ان من يعترضون علي المؤتمر الوطني انما يعترضون علي حكم الله هذا يعني انك تعتبر انهم الحاكمين بإسم الله وشكرا علي التصريح بذلك.
وأما قولك يا شيخ بعد اقرارك بكذب المؤتمر الوطني بأني حصرت مكارم الاخلاق في فضيلة واحدة وهي فضيلة الصدق التي جردت منها المؤتمر الوطني.
فأقول لك بيني وبين المؤتمر الوطني ليس الكذب فقط فهم يكذبون علي الله وبإسمه ويكذبون علي جماهيرهم التي يقودونها لكي تموت في قضية ليس لها أي علاقة بالدين ويكذبون علي عموم الشعب السوداني هذا في قضية الكذب ولكن هذا ليس كل شئ المؤتمر الوطني لصوص ومتسترون علي السرقة في غالبيتهم والمؤتمر الوطني من اجل تحقيق اهدافه التي يجعلها كذبا هي اهداف الشريعة الاسلامية يمارس قتل واقصاء خصومه وتشريدهم فإذن ايها الشيخ القضية ليست كذب فقط هم كذبة ولصوص وقتلة.
أما قولك (إن الإنقاذ حينما استولت على السلطة ، لم تستغل الشرعية الثورية للتخلص من خصومها ، كما يفعل المعسكر الاشتراكي ، فهذه فضيلة من مكارم الأخلاق وهي العفو عند المقدرة ، ثم إنها اعتبرت نفسها لبنة في البناء السياسي في السودان منذ الاستقلال ، ولذلك كرمت كل من حكم أي كان رئيساً للحكومة من الأموات ، وخصصت رواتب للأحياء منهم ، وهذا التعامل الكريم طال حتى التكفيريين حينما يُعتقل أحدهم ، ترسل الحكومة مبلغاً من المال شهريا لأسرته حتى لا تضرر هذه الأسرة من اعتقاله)أهـ أقول لقد استقلت ألإنقاذ الشرعية الثورية في إلغاء احزاب تاريخية وسحب تراخيصها وقامت ايضا بمصادرة دور هذه الأحزاب واموالها واستقلت الشرعية الثورية في اعتقال كوادر هذه الاحزاب وتشريدها من العمل تحت حكم الصالح العام وفتحت السجون وأقامت بيوت الأشباح لخصومها يعني ببساطة أن الإنقاذ بإسم الشرعية الثورية فعلت مثلما فعل السيسي المصري في الاخوان فقد كانت البلاد يومئذ تدار بحكومة منتخبة فجاء اخوانك واعلنوا الطوارئ واعتقلوا قادة الأحزاب وسجنوهم وفصلوهم من العمل ما جعلهم يفرون الي بلاد الحبشة ليستعيدوا ما فقدوه وتأتي انت الآن لتقول أن الإنقاذ لم تستقل الشرعية الثورية ضد خصومها حقيقة الإختشوا ماتوا.
أما قولك ان الإنقاذ كرمت كل من حكم وجعلت لهم مرتب فإنه قول يكشف عورة الإنقاذ اكثر مما يعمل علي سترها هي التي كرمت مثل جعفر نميري وهو السفاح الذي وطأ بأقدامه علي شعبه وسنَّ بدعة تجارة البشر مع اسرائيل عبر بيع الفلاشة عندما كان قادة الإنقاذ يوفرون لنظام النميري غطاءا بإسم الدين حتي يتم بيع اليهود لإسرائيل وقتها حلفاؤك كانوا هم المستشارون للنميري يومئذ وبالتالي يصير وصفط لاستقبالهم له وتكريمهم له بأنه من مكارم الأخلاق هراء وتلبيس.
أما قولك أن الحكومة تعطي المعتقلون اموالاً حتي لا تضار اسرهم بفترة اعتقالهم واستشهادك بأن التكفيريون مشمولون في ذلك أقولك يا شيخ يبدو انك لا تعرف حتي ما جري للتكفيريون, فقد صودرت اموالهم وصودرت حتي مستندات ملكية قطع الأراضي التي يسكنون إليها كل ذلك تم من أجل إخضاعهم وتحويلهم إلي متعاونين يمكنك ان تسأل عن الطيب شبشةفقد صودرت منه مستندات منزله أما الذين صودرت منهم أموال فيمكنك سؤال الآتية أسماؤهم بدر الدين محمد احمد, زاهر عبد الكريم, عبد الهادي عبد القادر, مهدي محمد عبد الرحمن, هؤلاء صودرت اموالهم عندما كانوا موقوفون عند جهاز الأمن بود مدني نعم يمكن ان تكون الإنقاذ غيّرت اساليبها وصارت بدلا من أن تصادر أموال خصومها وتضربهم, تلجأ الي شرائهم وافساد زممهم وهؤلاء موجودن بالضرورة حتي عند التكفيريون وشكراً علي معلومة المرتبات المدفوعة.
أما قولكم أن الإنقاذ انشأت أكثر من ثلاثون جامعة وقامت ببناء الطرق والكباري وتوفير الرغيف وبنزين السيارات وتنشيط التجارة وأنني قد اعترفت بذلك والفضل ما اعترفت به الإعداء(...) فأقول للتوضيح أظنك تعرف أن الإتحاد السوفيتي الهالك (دولة الشيوعيون المقدسة) كانت قد تمكنت من إنجاز تنمية صناعية غير مسبوقة واتجزت آلآف من الكيلومترات من الطرق والسكك الحديدية الحديثة وفتحت عشرات الجامعات ومئات المعاهد وآلاف الكليات محطات ضخمة لتوليد الطاقة لا مثيل لها ومؤسسات للتصنيع الحربي حتي الآن تقف في مقدمة مثيلاتها في الدول الأخري ما جعل الإتحاد السوفيتي يومئذ يصير الدولة الأولي أو الثانية في العالم, ولكن كل ذلك الإنجاز والتنمية حصل بأكلاف باهظة وتجاوزات رهيبة كان هناك انهيار تام لحقوق الانسان وتصلُّت في الخيارات الشخصية والفكرية للمواطن وتبسيط مخل لحوائج المواطن بإختزالها في حق المأكل والملبس والمشرب مع اقفال تام لحقوقه الروحية ودور الأديان في ذلك هذا مع انشغال الدول الشيوعية يومئذ بمناصرة الحركات الصديقة في جميع دول العالم والتدخل السافر في شؤون الغير تحت دعاوي مناصرة الموالين, الخلاصة ان كل تلك التنمية غير المسبوقة في التاريخ لم تعصم الإتحاد السوفيتي من الإنهيار والتلاشي وذلك هو السبب الذي يدفعني وآخرين للتنبيه والتحذير من خطورة ما يفعله القائم مقام الحزب الشيوعي في(الإتحاد السوفييتي) المؤتمر الوطني الموجود عندنا في السودان بأنه ينجز مشاريعه بأكلاف باهظة, كان يمكن للمؤتمر أن يختار النموذج الماليزي في التنمية أو الياباني احداث تنمية وتقدم مع التحوط للآثار الجانبية وهو ما لم يحدث بقي ان اقول لك يا شيخ انه كان في السوفييت من يرون اعوجاج المسيرة التنموية منذ وقت مبكر ولكن كل من خرج وحاول التنبيه علي انحراف المسيرة يخرج عليه علماء السوء في موسكو بالفتاوي بأنه عميل للرأسمالية وأنه مخرب ومجرم, وكان كلما نشأت حركة وتمرد في اطرف السوفييت القصية تتطالب ببعض حقوقها الخاصة كانت التهم جاهزة انهم عملاء ومرتزقة وانهم ليس لهم أي مطالب أوليس السكك الحديدية موفورة والقطارات تجري من تحتهم والطائرات من فوقهم والجامعات مفتوحة إذن انهم خونة ويستحقون أن يسحقهم الجيش الأحمر ويمزقهم شر ممزق إما أن يخضعوا وإما أن يبادوا عن آخرهم وإما أن يهربوا إلي ما وراء البحار وهكذا سارت الامور في السوفييت يومئذ حتي أصبح الصبح.
الشيخ الكريم خيار التكاليف الباهظة الذي اختاره المؤتمر الوطني اخشي ويخشي معي كثيرون أن يؤدي إلي تفكيك وزوال السودان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق